لم يكن هذا الشعار أبدا من فراغ فقد تأسس النادي ليس فقط من أجل كرة القدم وإنما ليصبح رمزا للقومية الكتالونية في العالم .
كتالونيا تلك المقاطعة الساحلية التي تقع في دولة إسبانيا والتي تحظى بحكم ذاتي ،حيث كانت المقاطعات هناك تحاول التميز بذاتها بعيدا عن عاصمة الدولة الإسبانية مدريد.
في عام 1899 أسس خوان غامبر السويسري الأصل إسباني الجنسية هذا النادي الذي بدأ بطريقة بسيطة جدا مكونا من 11 لاعب فقط .
ولم يكن يمتلك ملعبا فقد كان يلعب في الساحات و الملاعب العامة وقد كان أول لقب دوري إسبانيا يحققه النادي كان في أول نسخة للبطولة عام 1929.
وكانت أول مباراة يخوضها ضد غريمه ريال مدريد انتهت بانتصاره 3/1
انتقل الفريق عام1909 إلى ملعب لاندستوريا الذي كان أول ملعب مضاء في إسبانيا ، ثم اشترى النادي ليس كورتس الملعب الذي كان يتسع الى 22ألف ثم 60 ألف متفرج بعد ذلك .
حتى عام 1957 انتقل إلى ملعبه الأيقوني كامب نو والذي بدأ بناءه عام 1954 و يعد أكبر ملاعب أوروبا بسعة 100 ألف متفرج والذي شهد على أغلب إنجازات النادي.
وقد كانت أسوء فترات النادي خلال عهد الديكتاتور فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية بين 1930 حتى بداية أربعينيات نفس القرن.
حيث أعدم رئيس مقاطعة برشلونة دون محاكمة ،وكان من أبرز وأفضع ما تعرض له النادي في تلك الفترة هو قصف مقر النادي بالطائرات .
وتم نهب محتويات المقر ثم عين فرانكو حاكماً على المدينة مواليا له عمل على إلغاء مظاهر التميز القومي في المدينة وبدل شعار ونشيد النادي.
لكن عند نهاية حكم الفاشيين عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية و الذين كانوا يدعمون فرانكوا سرعان ما عادت العافية و الهدوء للنادي .
وقد تمكن من حصد العديد من الألقاب حينها .
ثم مر بفترة جفاف كبيرة دامت عشرين سنة رغم انتهاء عهد التضيق خلال حكم فرانكوا كانت تلك الفترة من 1958حتى عام 1978.
بعد ذلك وبمضي عام من إنتخابه افتتح الرئيس الجديد خوسيه لويس نونيز أكاديمة النادي المعروفة بلاماسيا والتي أصبحت أيقونة النادي وأفضل مدرسة كروية في العالم.
وقد كانت فترة نونيز فترة إعداد و بناء وحصد فيها النادي العديد من الألقاب المحلية .
لكن أبرز إنجاز كان تمكن النادي عام 1992 من تحقيق أول ألقابه في دوري أبطال أوروبا ضد سامبدوريا .
تحت قيادة مدريه الأيقوني يوهان كرويف عراب الكرة الشاملة الهولندية والذي كان أسطورة أياكس و برشلونة كلاعبا ثم مدربا
بعدها تعاقب على النادي العديد من اللاعبين و المدربين والرؤساء التي تميزت فترتهم بالكثير من النجاحات نخص بالذكر فترة غوارديولا والذي يعده الكثيرون عراب كرة القدم و أعظم مدرب فيها .
حيث تمكن في 4 سنوات من قلب كرة القدم رأسا على عقب من خلال تطويره لفلسفة مدربه السابق يوهان كرويف تلك الكرة الشاملة التي كان يهاجم فيها المدافع ويدافع المهاجم .
وتعتمد على السيطرة والإستحواذ على الكرة ومداورتها حتى تفتح ثغرة وفرصة في دفاعات الخصوم.
لكن كل ذلك لما كان سيحدث لولا تواجد لاعبين أساطير استطاعوا تنفيد تلك الأفكار بكل براعة على رأسهم ليونيل ميسي أسطورة كرة القدم الأولى ومهندسي خط الوسط إنيستا وتشافي.
وغيرهم الكثير ، ولكن قبل ذلك لعب للنادي ساحر كرة القدم رونالدينهو والذي أعاد النادي تحت قيادة المدرب الهولندي ريكارد إلى سكة إنجازاته بعد فترة من الجفاف .
وكانت تلك الفترة ممهدة لفترة غوارديولا ، ويجدر بالذكر أن نادي برشلونة هو أكثر ناد لعب له أساطير كرة القدم رغم تفاوت سنين مكوثهم ونجاحهم في النادي على رأسهم مارادونا والظاهرة رونالدو والجوهرة نايمار وغيرهم الكثير.
يعيش برشلونة مؤخرا فترة غير مستقرة نتيجة سوء التخطيط الإقتصادي للرئيس بارتوميو والذي رغم تحقيق بعض الإنجازات الرياضة في فترته .
إلا أنه ذلك لم يكن كافيا لتجنيب النادي من أزمته بسبب سوء الإدارة والتسيير ، ولعل من أبرز مظاهر فشل بارتوميو كان وضعه لكسر عقد قليل في حق الجوهرة نايمار.
والذي قضى بضعة سنوات فقط في النادي قبل ما يلتحق بباريس سان جيرمان .
ولكن القشة التي قسمة ظهره عند جماهير برشلونة كانت الخسارة المذلة أمام بايرن سنة 2020 مما اضطره للإستقالة عقب ضغوطات هائلة من أنصار النادي
بعدها خلفه خوان لابورتا الذي كانت له فترة سابقة ناجحة مع النادي ولكن هذه المرة وجد ناد متهالك مما دفعه للعديد من التنازلات والروافع الإقتصادية ببيع أجزاء من أصول النادي.
أملا في تحقيق عودة سريعة رياضيا ، ليتمكن النادي من التعافي إقتصاديا خصوصا مع قرب نهاية تجديد ملعبه سبوتيفاي كامب نو .
والذي سيتسع إلى المزيد من المتفرجين مدعوما بأحدث المرافق والوسائل الحديثة والتي من شأنها ضخ سيولة مالية كبيرة تخرج النادي من أزمته وتعيده لسكة الإنتصارات و النجاحات
هذه كانت قصة واحد من أكبر النوادي شعبية في تاريخ كرة القدم والرياضة عموما نادي المفضل برشلونة❤️💙